بعد أكثر من 15 سنة على اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في تفجير خلال مسير موكبه في بيروت 14/2/2005، التي كان ضالعا فيها بوضوح حزب الله اللبناني، وقعت محاولة فاشلة لاغتيال رئيس الوزراءالسوداني عبدالله حمدوك، ليظهر التساؤل واضحا ما أوجه الشبه بين العمليتين وهل هناك رابط بين الهدفين.
يتفق الكثيرون على أن الراحل رفيق الحريري لم يكن يمثل شخصية اعتيادية في لبنان، بل كان سياسيا بارعا متفق عليه بين كافة الكيانات السياسية والفصائل اللبنانية عدا من اغتالوه، فلقد كانت لديه حكمة وحنكة جعلته يقود لبنان لسنوات بكل قوة فغدت دولة قادرة على إدارة أمورها ورعاية شعبها، لكن باغتياله تغير المشهد كليا وبدأ كثيرون ينهشون في ذلك الجسد العربي بدءا بمحاولات اغتيال لاحقة لشخصيات مناهضة للوجود السوري في لبنان، وانتهاء لمحاولة الاختطاف الواضحة من الفلول الإقليمية وأذرعها الإرهابية بهدف تركيع العرب واحداث الفوضى في البلدان العربية.
وفي السودان يبدو أن المشهد مشابها بل مطابقا للحالة اللبنانية، إذ قامت ثورة شعبية اجتاحت البلاد لتخلع النظام الإخونجي بقيادة المخلوع عمر البشير في أبريل 2019، لبناء نظام ديمقراطي، بعيدا عن حكم ذلك النظام الإيديولوجي الذي اختطف السودان طيلة 30 سنة، بداية من انقلاب عسكري قاده «الترابي-البشير» في 30/6/1989.
وفيما اتفق الشعب السوداني وقياداته على اختيار الدكتور عبدالله حمدوك رئيسا لمجلس الوزراء الانتقالي، وتوحدت خلفه كل الصفوف السياسية في السودان، بل وبدأ فعليا عمليات تطهير واسعة في صفوف الخدمة المدنية لاستعادة الدولة المختطفة من فلول النظام الأخونجي، جاءت محاولة الاغتيال بهدف واضح يعني إنهاء ذلك الاتفاق الشعبي، وادخال البلاد في نفق مظلم والاستيلاء على الحكم مجددا لصالح الفلول الإرهابية لتعيث في الأرض فسادا داخل السودان وتصدير الفوضى للدول المجاورة.
تتشابه عمليتا الاغتيال في لبنان والسودان بالشكل والمضمون، سواء في طريقة التفجير أو في المستهدف من الاغتيال، فهل اتضحت خيوط الاتهام؟!